الرعدنيوز – كتب ماجد شاهين
( 1 )
يملك ألف رغيف خبز و مائدة ً تسرّ البطن والعين ، ومياهاً نقيّة ، و لديه وعنده فاكهة طازجة مشتهاة .. عنده ذلك و أكثر !
لكنّه ” جــا ئــع ” ، يتضوّر جوعا ً .
( 2 )
أنا لا أعرف بائعَ الفستق ، ولكني أعرف تماماً امرأة فقدت فرصتها في شراء الفستق !
( 3 )
يقولون أن الوجع َ في الخاصرة أو وصل إليها ولامَسَها ، لا أظنّ الأمرَ كذلك ، لأنّ الكثيرين باتوا بلا خاصرة !
( 4 )
الوهمُ يندَلِقُ من الشبابيك والدكاكين والساحات والحارات والأرصفة و من أباريق الزيت و من عتبات البيوت .
الوهم ُ يفيض ، و ثمـّة من ينشغل في توليف وصنع ” وهم ٍ إضافيّ ” لزوم مرحلة مرتقبة أو شتاء مرتقب أو موت مجانيّ .
( 5 )
أمران يوجعان الناس َ و يربكان الحياة َ و يشتتان الأذهانَ و يُودِيَان بالعقل ِ والصبر ِ ، هما : الرغيف واللسان حين يُلْجَم !
( 6 )
لا يفي بالغَرضِ سوى ” الرغيف الناصع ” ، فكل ّ ” الترقيعات ” و العناوين المُحاطَة ببهرجة ٍ أو بضوءٍ فاقع ٍ ، كلّها لا تسد ّ الرمق َ !
الجائع لا تنفعه الوعود ولا تنطلي عليه الحِيَلُ ولو ظهر أنه رضي بالانتظار .
الجائع قد يصمت ، لكنه لا يقهر جوعَه بــ ” الحكي ” !
( 7 )
أشياءٌ كثيرة ٌ تستدعي الوجع َ وتستحضرُه وتجلبُه ، أشياءٌ من مثل ِ زقاق عتيق ٍ هَجَره الناس ُ أو رصيف لا يجد زائريه أو مقهى فقدت نادلَها وكاتم أسرارها .. أشياء كثيرة ، فرائحةُ الوردِ توجع ُ حين يفترق ُ الصحبُ ، ورائحة ُ الجوّافة تحرقُ الروح َ حين تغيبُ الشجرة ُ والفكرةُ والروحُ والطريقُ والوجوهُ والأسماء !
أشياء ٌ كثيرة ٌ تستحضرُ الوجع َ ، ولكنّ غيابَك يجيء بأوجاع الدنيا كلّها !
أشياء كثيرة .
( 8 )
الذين رحلوا بالموت ِ أو بالمرض ِ ، عَرفناهم ونعرفهم ..
الذين غابوا وأعلنوا الغياب لأسبابهم ، عَرِفناهم ونعرفهم ..
الذين توقفوا عن ” علاقات ٍ ناصعة ٍ ” برغبتهم ، عرفناهم ونعرفهم …
لكن الذين صمتوا بلا سبب و بلا تبرير و بلا تفسير ، فأولئك نرمي إليهم سؤالنا الكبير : أين أنتم ولماذا الصمت ؟
( من دفاتري العتيقة )