المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

شاهين يكتب – في وصف أوقاتنا !

شاهين يكتب  – في وصف أوقاتنا !


الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

( 1 )
نسير في الحشود ونهتف ضدّ البائع الجَشع ، ثم ّ بعد قليل ننسلّ ُ من بين الجموع و نندلق إلى دكّانة ذاك البائع الجشع ذاته لنشتري من عنده بضاعته مصحوبة بحفنة لؤم ٍ يرميها في وجوهنا !
نشتم البائع في الشارع و نخضع لشروطه بعد انفضاض الهتاف .

( 2 )
مثلما كانت قشـّةٌ تقصم ُ ظهرَ البعير ، و كانت قطرة ٌ دائما ً تُفيض ُ الكأسَ ، وكذلك كانت ملعقة ٌ تُطفِح الوعاء َ ، فثمّة كلمة ٌ زائدة تجلب الويلات و تطيح ُ الطمأنينة و تقض ّ المضاجع !

( 3 )
كان يقوم بدور ” مُطـْلِق الشتائم ” و يتقاضى أجرا ً عن دوره ، و كانت الشتائم في الأغلب الأعم ّ تأتيه جاهزة مُعَدّة من أشخاص آخرين !
الآن ، و بعد أن جلبوا بديلا ً عنه و أحالوه إلى التقاعد أو استغنوا عن خدماته ، يحاول أن يؤسّس لمشروعه الخاص ليستمر في العطاء .. يسعى إلى تأسيس مصنع لإنتاج الشتائم و تأليفها أو ينتجها بنفسه و يبحث عن عاملين مؤهلين لإطلاقها ، لإطلاق الشتائم !
..
وجدها مهنة تستحق المتابعة ، و يريد أن يقوم بدور آخر ، كأن يطوّر أدواته ويعد ّ ما يلزم من شتائم للبيع و يجد من يُطلِقها و يمحضهم اجورهم عن ذلك .
..
عديدون يستعذبون هذا الدور و يسعون إلى احترافه .

( 4 )
الجمهور الذي تمرّن كثيرا ً على أن يشارك في هتاف في ” مسرح مفتوح ” .. حين اقترب من المكان : نسي النص ّ وارتبك !
الجمهور استعاض عن النص ّ الأصلي بــ ِ نصّ جاهز .. الجمهور حين نسي النص ّ اتجه إلى الشتيمة .
الجمهور لا يُعلن ُ رأيا ً ، بل يصرخ ويهتف و يشتم .

( 5 )
رغم أنّنا ، في جهدنا الظاهر ، بذلنا أو كنا نبذل ما في الوسع لكي تتسع مساحات البوح والضحك و الهواء النقي ّ ، إلّا أن الكلام ارتبط بالفراغ و صار الضحك أقرب إلى البلاهة و بات الهواء خانقاً أكثر ممّا نحتمل !
لا ورد في الحدائق يكفي لكي نطرد رائحة العفن .

( 6 )
كل ّ الذين حاولوا وصف َ الجرح ، ارتبكوا أو تلعثموا … لأنهم في الأصل لم يجرّبوا رتقَه !
الفجوة لا ينفعها الوصف ُ ، بل ينبغي الكدّ لردمها .

تصفح ايضا