الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

شتيمة صغيرة واحدة ، مجرّد شتيمة ، تحصد متابعات غير محدودة من الناس و تحوز رضا المتابعين والمعلّقين في مواقع التواصل الاجتماعيّ .
شتيمة واحدة تحقـّق ما لا تحقّقه مئات الصفحات المتصلة بالوعي والتفكير .
المعلّقون يمنحون الشتيمة فرصا ً عظيمة للظهور و للرسوخ في الأذهان .
شتيمة واحدة تنال حظـّا ً من الانتباه والإعجاب و القبول أكثر بآلاف المرّات من قول ٍ فيه حكمة أو ” تنوير / وعي ” .
شتيمة واحدة هنا او هناك تثير جدلا ً و صخبا ً  و تحرّك كثيرا ً من المياه الآسنة و تبعث رائحة عفنة .
شتيمة يطلقها هواة ُ عبث ٍ فيتلقفها عاقلون وأنصاف مجانين و غيرهم وتأخذ حيّزاً في اليوميّات و تشغل وتشعل مساحات فارغة عديدة .
و هكذا ،
في كثير من أوقاتنا ، الآن ، بتنا نطرد الوعي والخير و نستحضر الشتيمة .
والشتائم متنوّعة ، منها ما يأتي بثوب اقتصاديّ و أخرى تجيء بثوب رياضيّ و ثالثة تأتي بثوب انتخابيّ ورابعة وخامسة و حتى تطفح الكيل و تفيض .
..
ما الذي أودى بالطمأنينة والعقل و أطاحهما ؟
هل هناك حارسو شتيمة ، بعدما أدركنا أنّ للشتيمة من يصنعها و يؤلّفها و يُوَلِّفها ؟
أو من الذي يحرس الشتائم و يحرص على بقائها وتمدّدها ؟