المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

شاهين يكتب – من الذي سرق مناديل المدينة ؟

شاهين يكتب  – من الذي سرق مناديل المدينة  ؟

الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

كان عسيرا ً أو صعبا ً أن تجد في شوارع مادبا  ، في أوقاتنا الراحلة ، دكّانا ً تخلو من الجالسين ، زائرين أو منتظرين .. و كان صعبا ً وأكثر أن تجد رصيفا ً في المدينة ، وفي أسواقها على وجه الخصوص ، يخلو من  أحاديث و أصوات و ضحك و صراخ وجلبة تشدّ الوجوه والأنظار ولكنها سرعان ما تتحوّل إلى ” تفاهمات هادئة ” أو إلى اتفاقات غير مكتوبة فيها الكثير من الرضا والحبّ .
كانت المدن ُ تصنع الفكرة والمشهد لكي ننخرط في ” حلقات حوار ”  تتفاوت حدّة المفردات فيها .
كانت المدينة ، و مادبا أنموذج أكثر نصاعة لواحد مثلي ، توفر لنا مقاعد الرصيف أو حجارته العتيقة و تقدّم لنا شايها وبنّها و  ماءها و ترمي شالها لكي نكتب عنده الحكاية والقصة و مفردات الروح .
و لذلك كلّه ، كان صعبا ً أن يغيب العاشقون عنها أو يغيب الشعراء أو ينهزم فيها الحالمون وأهل الحكمة .
ما الذي فعلناه الآن ؟
ما الذي دهم الأرصفة ؟
ما الذي أصاب قلوب الناس ؟
ما الذي أطاح ذاكراتنا وسرق المناديل ؟
الأسئلة لا تنتهي وإن ْ توقفنا عن طرحها ، و تظلّ تمور في الذهن والنفس و تغلي في دواخلنا  .

أين ذهبت أبواب الدكاكين الواضحة و عيون أصحابها ؟
أين تاهت دروب المدينة ؟
ما الذي أخذ الناس إلى ” العنعنة ” والاكتفاء بالتقاط نُتف الأخبار والحكايات من دون أن نقترب من الناس .
صرنا ” نُعَنْعِن ُ ” و نتناقل الحكايات على طريقة ” سمعت وقالوا فلان عن فلان  ” .

من الذي سكب في أباريقنا هذا الخراب كلّه  ؟
لا تقولوا أنّ تحوّلات الحياة خنقت دروبنا ، ندرك أثر ذلك ولكننا تساهلنا في الإمساك بأوقاتنا الغالية فأفلَتََت من بين أيدينا ومن وجوهنا ومن قلوبنا .
من الذي أطاح بهجتنا و تركنا نهيم في عزف منفرد لا نرى فيه أنفسنا ولا نرى فيه الناس .

تصفح ايضا