الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين
كان بوما ً مغايرا ً ، يوم أمس ، أعني يوم الصوم الأوّل .
انقضى أمس و تخللته أوقات مكتظّة بصخب الحركة والتجوال والتسوّق .
هل خرج الناس إلى الشوارع وبشكل ٍ مثير للأسئلة ، لسببٍ متّصل ٍ بالتسوّق وحسب ؟
أظنّهم خرجوا وبذاك الشكل المليء بالبهجة والدهشة وبقليل من الفوضى المرتبطة بحركة عشوائيّة ، خرجوا لأسباب من أبرزها البحث عن مكان ٍ وسط الأسواق والدكاكين لممارسة طقوس الشراء والتمتّع بذلك .
و خرجوا للفرجة ،
نعم للفرجة التي تعني الحضور في المكان ،
الفرجة التي تعني استرجاع اوقات عتيقة انقضت أو ملامحها ،
الفرجة التي تعني البحث عن فرصة لالتقاط عناوين تنفع للروي وللقول وللتمحيص ،
الفرجة التي تعني البحث عن فرصة للالتقاء بصديق ٍ أو بواحد ٍ من حارسي الوقت والحياة والرصيف والشارع !
كان يوما ً مغايرا ً ،
كان باردا ً إلى حدّ الحريق ِ ، و ساخنا ً إلى حد ّ التجمّد ، وكان يوما ً صاخبا ً وهادئا ً و بعيدا ً وقريبا ً .
كان يوما ً غاب فيه الحاضرون و حَضَر فيه الغائبون !
كانت الدهشة حاضرة في ” فوضى المشهد ” ، و كان الغموض فاقعا ً في وجوه الناس وأسمالهم و ” أكياس خضارهم وخبزهم ” !
كان يوما ً كثيرا ً لا تسعه الشوارع ،
وكان قليلا ً يركن إلى زاوية مخفيّة أو مختفية !
كان يوما ً لنا أو أنه ليس قريبا ً منّا ، مختلفاً كان ومتناقضا ً وفيه مفارقات الحضور والغياب .
خرج الناس إلى الشارع و أغلقوا زواياه .
كان خروجاً للبحث عن رغيف ٍ ملائم للجوع وللحبّ و لرغبة دفينة / مدفونة في النفوس لإعلان الحضور .
هل كان خروجا ً للبحث عن الذات ؟
الجمعة
2 رمضان 1444
24 آذار 2023