المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

شاهين يكتب – ضَحك ٌ مُشتَهى !

شاهين يكتب  – ضَحك ٌ مُشتَهى !


الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

كنت ُ كتبت ُ في زمن فائت عن ” ضجيج ٍ مشتهَى ” ، والآن لا أزال أبحث عن عناوين عديدة ٍ مُشتَهاة ٍ ، في الرصيف والشارع والمقهى الغائب و عند الرفاق الذي برحوا مطارحهم العتيقة و لاذوا بغرف ٍ قليلة أو سفر ٍ طويل ٍ أو صمت ٍ موجع ٍ !
أريد ضحكا ً بالغ الإدهاش يملأ الأرجاء فكاهة ً و فاكهة و لعبا ً و سهرا ً .
أريد ضحكا ً نشتهيه و نتوق إليه ، وكنّا فقدناه أو تجاهلناه أو هربنا منه إلى فراغ ٍ و انتظار !
نريد ُ ضحكا ً في الرصيف حيث كانت طاولة ٌ تجمعنا و نصرخ ُ عندها و نكرع شاينا و ندندن لكي يحضر القمر !
أريد بهجة كان يصنعها وليم ، و فكاهة مشتعلة كان يستحضرها أحمد و ” علاء ” يحرّك شجون الوقت ، و حين يرتفع منسوب الشجن أو الشوق عند ” حكيمنا هشام ” ، كان يقول لنا : لا ينفع هنا وهناك سوى الغناء !
وأسماء كثيرة كانت تقترب أو تبتعد ، تلتصق أو تنأى ، تحضر أو تغيب ، لكننا لم ننكرها ولم ننساها ولم نقفز عن أوقات جميلة صنعنا فيها معا ً دهشة أوقاتنا وبتكاليف ليست باهظة ، تكاليف بهجتنا كانت رزمة محبة نقيّة نحملها في القلوب وعند الأمكنة و في الروايات والحكايات وأوراقنا !

كان هشام يباغت وينقلنا من رصيف مادبا إلى ” وسط البلد ” حيث عمّان التي لا يضيع فيها شوق ولا تنعدم فيها رائحة ياسمين .
و كان أحمد ، إذ يتجلّى ، يصنع فكاهة عفويّة لا ينقطع معها وبعدها ضحكنا و بوحنا .
أمّا علاء ، وقد جاء متأخرا ً قليلا ً ، لكنه حفر في وجداننا عميقا ً مثلما صنع لنفسه ذاكرة وذائقة مكّنته من الاقتراب كثيرا ً من الحياة والحبّ والوعي والثقافة والكتابة والنقاء ، ثم تركَنا في الرصيف وسافر !
و يونس ظلّ حاضرا ً في المساءات الهادئة ، و كنّا عنده نلتقي و نلتصق بكثير من الأصدقاء و نصنع الحكايات ، نضحك ونختلف و نكتب و نقرأ ونغيب و نعود و نتحرك .
نريد استرجاع بهجة غابت أو اختبأت أو تعطّلت قليلا ً ، ونريد أن نعود إلينا .. نريد بهجتنا الغائبة !

نريد أن نرى رصيفنا في الرصيف ، و مقهانا في المقهى و طاولتنا العتيقة وشارعنا و النادل الجميل و أصوات باعة مناديل الحُبّ .
نريد أن نرجع إلينا و أن نرانا . ثمّة أسماء لا يمكن تجاهلها أو نسيانها ، لكنّنا هنا لا نسعى إلى ” الحصر ” ، بل نعدّ النماذج التي خاضت كثيرا ً من تجارب الرصيف في مدينتنا العتيقة .
أبحثُ عن مكان ٍ لا يضيع فيه شوق ولا تنعدم فيه رائحة الحبّ والياسمين .. أبحث ُ عن مكان ٍ تطلّ فيه البهجة من الشبابيك و تفيض عنده رائحة الميرميّة !

تصفح ايضا