الرعد نيوز – كتب باسل العكور
- الوقوف مع غزة ليس كلاما نقوله امام عدسات الكاميرات ، ونلجأ الى اجراءات تناقض هذا الكلام تماما..
هناك اشارات متضاربة ملتبسة قد تشكل انطباعا سلبيا لدى الناس متعلق بالموقف الرسمي من العدوان على غزة.
لا يجوز ان يكون القلق او المخاوف او الهواجس المتخيلة سببا في تبني اجراءات تستهدف القوى السياسية المتضامنة مع الاشقاء في غزة .
القوى السياسية الوطنية الاردنية تدرك جيدا ان امن واستقرار الاردن ونظامه السياسي متطلب سابق للعلب اي دور في خدمة القضية الفلسطينية ونصرة الاشقاء الذين يتعرضون لحرب ابادة من قبل عدو متربص بهم وبنا..
العدو الصهيوني هو خطر اقليمي ومقاومته مصلحة وطنية اردنية ، وهزيمته في هذه الحرب تعني تراجع الخطر الذي يشكله على كياننا السياسي ،ومحطة مهمة لضمان تشبث الفلسطينيين بارضهم وحقهم في قيام دولة مستقلة قابلة للحياة ..
القوى السياسية الحية لا تسعى للضغط على دوائر القرار او تحميله فوق طاقته كهدف بحد ذاته ، ولكنها تقترح مزيدا من الفعل والاجراءات التي يمكن تبنيها لدعم صمود الاشقاء في قطاع غزة .
هذه الحساسية المفرطة من قبل بعض دوائر القرار لا مبرر لها ، ولا نظن انه يخدم تماسك الجبهة الداخلية في بلادنا ،و حالة التجانس النسبية بين الموقفين الرسمي والشعبي من العدوان الوحشي على اهلنا في غزة والضفة الغربية .
استعداء تيارات سياسية وطنية تنشط في التعبير عن الموقف الشعبي الاردني الملتحم بالاشقاء والمؤمن بعدالة مقاومتهم ومشروعيتها ،واعتقال المشاركين بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية ليس وقته ابدا ..
المطلوب من السلطة ان تراعي حساسية الموقف ،عليها ان تدرس ردود فعلها جيدا في هذه المرحلة الفاصلة ، عليها ان تفكر بلعب دور اقليمي ترتكز فيه على موقف شعبي متماسك ضاغط وموحد .
سيناريو نصف انتصار ونصف هزيمة لطرفي “الصراع” لن يتحقق ابدا ، والرهان على هذا السيناريو ضرب من العبث .
علينا ان نساهم سياسيا ودبلوماسيا في انتصار المقاومة الفلسطينية الباسلة وهذا ليس مستبعدا، علينا ان نستخدم جميع اوراق الضغط التي نملكها لتحقيق هذه الغاية ، وهذا فقط ما يمكن ان يضمن وحدة جبهتنا الداخلية والتفاف شعبنا حول السلطة التي عليها ان تلعب دورا اخلاقيا ووطنيا يعتد به ، في وقت تخاذل به العالم عن نصرة اصحاب الحق ، و استنكف العرب والمسلمون عن الوقوف الى جانب ابناء جلدتهم..
صحيح ان هناك كلفا سياسية وامنية كبيرة لهذا الموقف الوطني ، ولكن هناك كلف اعلى اذا ما استمر إمساكنا بالعصا من المنتصف، فلا نحن انحزنا لمصلحتنا الوطنية وقضايا امتنا العادلة بشكل فاعل ومؤثر ،ولا نحن ضمنا ان لا يهدد العدو الصهيوني وجودنا وثوابتنا ويستكمل مشروعه التوسعي وتهجيره لاشقائنا الفلسطينين واقتلاعهم من ارضهم ..
لا مندوحة من تصعيد لهجتنا ، واستخدام اوراقنا كلها اليوم قبل غد ،فالتاريخ لن يرحم ، والتخاذل سيضرب مرتكزات اساسية ومرجعيات قيمية لا يمكن التسامح مع سيناريو فقدانها ..
العالم يتغير ، موازين القوى ومقوماتها تتغير ، ونحن متشبثون بذات المقاربات ، وهذا امر يحتاج لمراجعات عميقة قبل فوات الاوان.