المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

شاهين يكتب – لم تَعُد تبهجُنا الشبابيك ُ ولا الحجارة ُ العتيقة !

شاهين  يكتب – لم تَعُد تبهجُنا الشبابيك ُ ولا الحجارة ُ العتيقة !

الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

( 1 )
ليست كُلّ المصاطب تنفع للسهر أو لقيلولة أو لِانتظار ،
و لا كُل ّ الدكاكين تبيع البهجة ولا كُلّ الجدران تنفع للبوح والكتابة !

( 2 )
لم تَعُد ْ الأشياء على حالها ، لا الملامح ولا الأصوات و لا ” النايات ” ولا الرعاة ولا حتى الحُفاة .
لم تعد الشوارع على حالها ، ولا الحارات ولا المنازل ولا أشجار البيلسان ولا حتى المقابر !
لم يعد الوقت على حاله ولا الأولاد ولا الأصدقاء ولا حتى رغيف الخبز !
الأشياء كلّها ما عادت كما نعرفها ،
الغياب صار فاقعا ً
والموت حاضرا ً
والأسماء فقدت روحها وذاكراتها
والدفاتر ، تلك التي كنّا نخبّي فيها أشواقنا وأحلامنا وكسلنا و بهجتنا ، كلّها انمحى فيها الحبر و بَهُت لون الكلام والكتابة .
..
الدروب إلى الحكمة والحبّ انقطعت والذاكرة والمرحبا غدتا ” بلاستيكيّتين ” بلا روح ولا رائحة .
..
لم نعد نحن على حالنا !

( 3 )
دكاكين السوق ِ في وسط المدينة ، ما تزال على حالها ، لكن !
بقيت حجارتها وغابت روحها ،
بقيت الطرق الصغيرة التي تقودنا إلى هناك لكن ّ وجوه أصحابها غابت ،
غابت ضحكات وفكاهات الناس و حضرت واجهات دكاكين بلاستيكيّة صمّاء ،
غاب الباعة الجائلون والرواة الجائلون والعاشقون الجائلون والمجانين الجائلون و صانعو النكتة الشعبيّة ، و حضر الآن في السوق باعة متجهّمون قساة و لم تعد النكتة الشعبيّة تجوب الأرجاء .
حتى حاراتنا العتيقة ما عادت تعرفنا والبيلسان هناك نشفت جذوره والليمونة ما عادت تطرح حامضاً شهيّاً .
لم تعد المطارح لنا ، ولم نعد نحن لنا .

( 4 )
لم يَعُد أحد ٌ قادرا ً على الذهاب إلى البئر هناك حيث كانت الماء وكانت عيون النساء !
فالبئر ُ لم تَعُد بئرا ً ،
جفّت أو نشف ريقها ، والناس الذين اعتادوا الذهاب إلى البئر ِ كلّهم فقدوا الفرصة و أضاعوا الدِلاء !
كُلّنا أضعنا دروبنا إلى شبابيكنا العتيقة و فقدنا الطريق إلى الماء !

تصفح ايضا