المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

الطوالبة يكتب – الإدارة العربية المبدعة والابتعاد عن التمييز الثقافي، قطر مثالا

الطوالبة  يكتب – الإدارة العربية المبدعة والابتعاد عن التمييز الثقافي، قطر مثالا

الرعد نيوز – كتب خالد الطوالبة 

تتصاعد عقدة الأجنبي صاحب جواز السفر الأمريكي أو الأوروبي عند العرب في الآونة الأخيرة، حيث تظهر هذا الظاهرة في مختلف المجالات والمحافل الاجتماعية. يبدو أن العديد من الأشخاص يعتقدون بشكل خاطئ أن الجنسية الغربية تعني تفوقاً ذهنياً أو اجتماعياً، وبالتالي يميلون إلى إعطاء هؤلاء الأشخاص مزيدًا من الاحترام والتقدير دون أساس واضح.

هذا التفضيل غالبًا ما يتجلى في المجال العملي، حيث يُلاحظ أن الأجانب صاحبي الجوازات الغربية يحظون بمرتبات أعلى ومناصب أكثر تميزاً، حتى لو كان مستوى مهاراتهم أو كفاءتهم لا يبرر ذلك.

تعتبر هذه العقدة تجاه الأجانب الذين يمتلكون جوازات سفر غربية تحديدًا مشكلة اجتماعية تتطلب التوعية والتغيير في الفكر الجماعي. إذ يجب أن يُعامل الجميع على قدم المساواة بغض النظر عن جنسيتهم أو لون جواز سفرهم.

لتجاوز هذه العقدة، ينبغي على المجتمع العربي تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والعمل على تعزيز القيم الإنسانية العالمية، حيث يتمتع كل فرد بالفرصة العادلة لتحقيق نجاحه وتقديم إسهامه في بناء المجتمع، بغض النظر عن جنسيته أو أصله الثقافي.

هل جنسية الأجنبي أو الأوروبي تجعله إنسان فهيمًا؟ هذا الاعتقاد يعتبر أمرًا مضللًا وغير عادل، حيث إن الذكاء والفهم لا يعتمدان على الجنسية أو الأصل الثقافي، بل على القدرات الفردية والتعليم والخبرة.

بالتأكيد، لا يجعل الجنس أو الجنسية أحدًا متخلفًا. إن الفهم والتفكير السليم يعتمدان على الثقافة والتعليم والتجارب الشخصية، ولا يمكن تعميم القدرات العقلية على أساس الجنس أو الجنسية.

في الواقع، يمكن أن يكون العكس صحيحًا، حيث إن الأفراد من بعض الثقافات العربية يتمتعون بمهارات فهم وتفكير متقدمة، ويسهمون بشكل فعّال في تحسين المجتمعات التي يعيشون فيها وهذا من تجارب كثيرة مررنا بها على الأرض.

بينما قد يُصبح بعض الأجانب الذين يفتقرون إلى الوعي الثقافي والاجتماعي، مصدرًا للمشاكل والتوتر في المجتمعات التي يتواجدون فيها، لا علاقة لهذا بجنسيتهم بقدر ما يتعلق بثقافتهم وتصوراتهم الشخصية.

لتغيير هذا النمط الفكري الخاطئ، ينبغي على المجتمعات العربية خاصة التركيز على تعزيز قيم المساواة والتنوع والاحترام المتبادل، وتشجيع التعلم والتفكير النقدي بصورة عامة، بغض النظر عن جنسية الفرد.

في النهاية، يجب أن نتجاوز الاعتقادات الجاهلة ونبني مجتمعات متساوية ومتعايشة تقدر الفرد بناءً على قدراته وإسهاماته، بغض النظر عن أصله أو جنسيته.

قطر تُعتبر واحدة من أبرز الأمثلة التي تبرز أهمية توظيف العرب والابتعاد عن التمييز الثقافي. حيث شهدنا تميزاً وابداعاً في إدارة الأحداث الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم في قطر وكأس آسيا، حيث تمتاز الإدارات العربية بالكفاءة والاحترافية في تنظيم هذه الفعاليات الرياضية الضخمة.

بالإضافة إلى ذلك، تتألق الشركات القطرية العربية الرائدة مثل الخطوط الجوية القطرية وقطر للغاز باسمها الكبير على المستوى العالمي، حيث تقودها إدارات عربية مبدعة تثبت جدارتها وكفاءتها في مجالات الإدارة والتشغيل.

هذه النماذج الناجحة تعكس القدرة الكبيرة للعرب على تحقيق النجاح والتألق في مختلف المجالات، وتؤكد على أهمية توفير الفرص المتساوية والمساواة في الفرص للجميع دون تمييز بناءً على الجنسية أو الثقافة.

وبالتالي، فإن قطر تعتبر نموذجاً مشرفاً لكيفية استغلال العرب لإمكانياتهم ومهاراتهم لتحقيق النجاح والتألق على المستوى العالمي، وتحقيق إسهامات قيمة في بناء مجتمعاتهم وتطويرها.

وبرأيي  ما يجعل من العربي صاحب ثقافة وفكر وقدرة على حل المشاكل  ويجعله أكثر ادراكا وإدارة هي نقاط كثيرة ومنها:

اللغة العربية تمتاز بغناها وتنوعها، وتحوي مفردات وتعابير تعكس تاريخًا ثقافيًا عريقًا، مما يعزز الفهم العميق للمفاهيم.

تاريخ العرب يمتد لآلاف السنين، ويحمل في طياته تجارب وتحولات تاريخية متعددة، مما يسهم في توسيع آفاق الفهم والتفكير.

تراث العلم العربي الغني يعكس روح الاكتشاف والاستكشاف، ويشجع على التفكير النقدي والتحليل العميق للمفاهيم والأفكار.

قيم المجتمع العربي تعزز العدل والشجاعة والكرامة، مما يسهم في تشكيل فهم أعمق للإنسانية وضرورة التعايش السلمي.

الأدب والفن العربيان يعبران عن مجموعة متنوعة من التجارب والمشاعر بشكل فني وعميق، مما يعزز التواصل والفهم البيني.

التقاليد والعادات في الوطن العربي تشجع على التضامن والتعاون، وتعزز فهم الفرد لأهمية بناء المجتمع وتطويره.

التنوع الثقافي والاجتماعي في الوطن العربي يعزز التعلم من الخبرات المتنوعة وتبادل الآراء، مما يثري الفهم والإدراك.

التحديات الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي تتطلب فهمًا عميقًا وتحليلًا دقيقًا للمشاكل والتحديات المعاصرة.

التأثر بالبيئة والتاريخ والجغرافيا العربية يمنح الأفراد منظورًا فريدًا على العالم ويعزز الفهم الشامل.

الثقافة العربية تعزز التفكير النقدي وتبادل الأفكار، مما يسهم في تطوير الفهم العميق والإدراك الشامل للقضايا المعاصرة.

في عالم العمل المعاصر، تتجه الشركات والمؤسسات خاصة في أوروبا وامريكا نحو توظيف العربي بشكل متزايد، وذلك لعدة أسباب تبرز أهميتهم وقيمتهم في المجتمع. يعتبر توظيف العربي مفتاحًا لتحقيق التنوع والتميز في العمل، حيث يمتلك مهارات فريدة وثقافة عميقة تسهم في تطوير الأعمال وتحقيق النجاح. 

ويتميز العربي بالقدرة على التفاعل مع ثقافات مختلفة، مما يجعله قادرا على العمل في بيئات دولية متعددة الثقافات بكفاءة عالية.

علاوة على ذلك، فإن توظيف العربي يساهم في تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي، وبناء جسور الفهم بين الشعوب والثقافات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العربي يمتلك خبرات عملية وتدريب متنوعة، مما يجعله قادرا على تقديم مساهمات قيمة وإضافة قيمة فعالة في مجالات متنوعة من العمل وهو سريع التعلم، محب له.

ومع ذلك، فإن توظيف العربي يعاني في بعض الأحيان من التمييز والتحيز الثقافي، حيث يتم تسمية الأجانب الأوروبيين بصفة “الخبراء” حتى لو كانوا في سن صغيرة وخاصة في المجتمعات العربية، في حين يتم إهمال العربي الذين يمتلك الخبرة والمؤهلات ذات الصلة. 

وبالتالي، يتبين أن هناك فرص كبيرة للعربي للمساهمة والتألق في مختلف المجالات، وأنه من الضروري تغيير النمط الفكري السائد الذي يعتبر الأجانب الأوروبيين الخبراء بالتلقين، بينما يتم إغفال العرب الذين يمتلكون القدرات والمهارات اللازمة.

 يجب على المجتمعات أن تتجاوز هذا التحيز وتقدم الفرص العادلة للجميع، لكي يتمكن العرب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة وتقديم إسهاماتهم القيمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر تنوعًا وتطورًا.

تصفح ايضا