المدير العام والناشر – مالك الموقع الاعلامي يونس ابواصليح

شاهين يكتب – لا يوجد موتى احتياطيّون !

شاهين يكتب  – لا يوجد موتى احتياطيّون !

الرعد نيوز – كتب ماجد شاهين

في ألعاب الكرات الجماعيّة يوجد لاعبون بديلون / احتياطيّون و توجد كرات بديلة وربّما ملاعب و حكّام الملاعب البدلاء و قد يوجد جمهور بديل !
ويبدو في الحياة المعاصرة ، الآن ، تسود ظاهرة البدائل ، فهناك في بؤرة الصورة وعلى أطرافها :
يوجد ُ ردّاحون وشاتمون بديلون و شتائم بديلة ، في حال انتكس شتّام أو أصابه إعياء ،
و يوجد باعة حطب ٍ بديلون ،
و يوجد متفرّجون بديلون / إحتياطيّون ،
و يوجد كاتبون بديلون وصحافيّون بديلون ،
و هناك كذلك مغنّون بديلون ،
و راقصون بديلون في كواليس المسرح ،
و هناك متجهّمون بدلاء ،
و مروّجو إشاعات بدلاء ،
و بائعو ورق يانصيب إحتياطيّون ،
و هناك شوارع وأرصفة بديلة !

وهناك منقذون احتياطيّون / بدلاء يظلّون في جوار الماء ،
و هناك ندابون وندابات بديلون وبديلات / متخصّصون ومتخصّصات في شؤون البكاء في الظروف الطارئة ،
و هناك شحّادون بديلون في حال تعرّضَ أحد الشحادين الأساسيّين إلى مرض طاريء ،
و هناك متلصّصون احتياطيّون متخصّصون في شؤون العتمة والظلام ، و كثير من البدلاء هناك !

في المقاهي ، والأسواق والأرصفة ، تشيع ظاهرة اللاعب البديل ، فعند طاولة النرد يجلس اللاعبان الرئيسان و بجوارهما يجلس آخرون للفرجة أو للتمتّع بفنون اللعب أو للحصول على كأس شاي من الفائز في اللعبة ، و غالباً ما يقوم أحد المتفرّجين بدور اللاعب الاحتياطيّ في حال أراد واحد من اللاعبين الاثنين الذهاب لقضاء حاجة / للتبوّل او التغوّط أو لأداء ركعتين لزوم حصّة التقوى في موعد أذان العصر مثلا ً ، أو أن يخرج أحد اللاعبَين لإجراء اتصال هاتفيّ مستعجل مع واحد من أقاربه أو أسرته أو مع عاشقة تعرّف إليها للتوّ وقال لها أنه لاعب سيرك عالميّ مثلاً ، والمسكينة لم تفكر في الأمر كثيرا ً و ظنّت أنّ بلادنا تضم آلاف لاعبي السيرك المميّزين .
و الأمر ذاته قد يكون مشابهاً عند طاولة للعب الورق / الشدّة ،
و كثيرا ً ما كنت أسمع بعض لاعبي الاحتياط ، و عندما نسأله هل تلعب أساسيّا ً ، يردّ بالقول : لا .. أنا فقط ألعب بديلا ً عن لاعب يريد قضاء حاجته أو بديلا ً عن شخص ذهب للصلاة .
و للمناسبة ، حدثت و أكثر من مرّة حكاية أن يغادر اللاعبان الرئيسان الطاولة ، أحدهما للتغوّط والآخر لشراء ساندويشة ، ونجد لاعبين احتياطيّين يؤديان الدور ويلعبان بوصفهما بديلين عن اللّذين غادرا مؤقتا ً .
الاحتياطيّون عديدون والبدلاء كذلك ، في اللعب وفي الشارع وفي السوق وفي السياسة وفي الإعلام و في البحر وفي البرّ وفي الحبّ !
خطير ٌ الأمر حين يكون هناك بدلاء للعاشقين !
إنّه الحبّ الكاذب عندئذ ٍ !

لكن ، في الموت والجنازات والقبور ، قد يوجد مشيّعون بديلون و قد تكون بهرجة بديلة لهذا المتوفّى أو ذاك .. هل يوجد ميّتون بديلون ؟
هل يُدرك الشتّامون والردّاحون و الفاسقون و الراقصون أن لا بدائل للموت حين يحين ُ ؟
لا بدائل للموتى ولو كَثُر المشيّعون !

تصفح ايضا